أعلن سمو الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل انطلاق جائزة حائل الدولية لبحوث الصحراء والفضاء بالتعاون مع المنظمات العلمية العالمية بغرض الاستفادة من تجارب الآخرين. ورأى سموه في كلمة خلال المحاضرة العلمية لعالم الفضاء العربي الدكتور فاروق الباز تحت عنوان: الصحراء العربية في صور الفضاء، أن الكفاح الصادق دائماً يؤدي إلى نتائج طيبة، مؤكدا أن الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل تعتبر الوعي العلمي والتطور المهني مصدراً قوياً لعملية التنمية والتطوير. وأضاف أن د. الباز غني عن التعريف وأنه مفخرة للجميع ويعتز بهذا كل مسلم وعربي . وفي مستهل المحاضرة قال د. الباز : هناك سؤال لازمني مدة طويلة، وهو كيف تكونت هذه الرمال والكثبان العالية في صحاري بلادنا العربية؟ وقد وصلت إلى نتيجة علمية تنفي ما رسخ في أذهان الكثيرين وهي أن هذه الكثبان لم تأت من نقل حبيباتها مع الهواء بل كانت نتيجة أودية وممرات مائية وأنهار ، نعم لا شك أن الرياح شكلتها في وقت من الأوقات لكن بالتأكيد لم تنقلها من مكان إلى آخر، ثم كشف انه استطاع خلال 40 عاماً قضاها في دراسة الصحراء العربية التعرف على تضاريس هذه الصحاري وخاصة المياه الجوفية فيها وهي التي وصفها بأنها الشيء المهم بالنسبة لنا في الحياة البشرية خاصة لمن يعيشون في المناطق الصحراوية. وبين الباز أن المياه الجوفية نابعة من الأنهار التي كانت تجري في الجزيرة العربية، وكشف أن جزيرة العرب هي المعلم الجغرافي الذي ترى تضاريسه بوضوح من الفضاء واستشهد بما قاله رواد أبولو حين عادوا إلى الأرض واخبروه بما رأوه، ويقول إن سبب ذلك يعود لصفاء أجواء الجزيرة وللمساحة الشاسعة صحراوياً ولتحديد رسوم شبه الجزيرة بالمياه الزرقاء، وأوضح أن أكبر منخفض في شبة الجزيرة هو الربع الخالي مما يثبت نظرية أن الرمال لا تنتقل بالهواء وإنما من خلال الأنهار ودليل ذلك أن المياه وصلت إلى الربع الخالي بسبب الانخفاض ليتبخر جزء منها ويتسرب إلى طبقات الأرض الجزء الأخر كمخزون مائي، وأعرب الباز عن رغبته الجادة لكافة الجغرافيين في المملكة وحائل بضرورة إيجاد خريطة للكثبان الرملية (أطلس) حتى تسهل للباحثين والمهتمين الدراسات الخاصة بهم، موضحا انه لهذه الساعة لا توجد مثل هذه الدراسات.